recent
أخبار ساخنة

مصر والجزائر وتونس

مصر والجزائر وتونس

مصر والجزائر وتونس

مصر والجزائر وتونس

في مدرجات استاد السويس أمس الأول.. وبيوت ومقاهى وشوارع القاهرة وكل مدينة مصرية.. ضاع آخر سلاح وفشل آخر رهان لكل هؤلاء الذين حاولوا وتمنوا دوام حالة الكراهية والتوتر بين المصريين والجزائريين منذ الثامن عشر من نوفمبر 2009 حين أقيمت فى الخرطوم المباراة الفاصلة بين البلدين للتأهل لمونديال جنوب إفريقيا.. وبالتعليقات السخيفة قبل هذه المباراة والحكايات والاتهامات الكاذبة بعدها.. بدأ التوتر بين مصر والجزائر، وتم بالعمد تغييب تاريخ طويل مشترك وحكايات حقيقية ورائعة تجمع بين البلدين والشعبين.. وكلما قلت درجة الاحتقان وبدأت تذبل أوراق أشجار الكراهية هنا وهناك.. كان هناك من يزعجه ذلك فيختلق خبرًا أو حكاية، محاولًا فتح كل الجروح القديمة حتى لا يعود سلام وحب وصفاء واحترام متبادل بين مصر والجزائر.. وحين استضافت مصر البطولة الإفريقية الحالية وجاءت الجزائر للمشاركة فيها.. فوجئ الجزائريون أولًا باستقبال المصريين لهم بمنتهى الود والترحاب..
ثم فوجئوا بإشادة الإعلام الكروى المصرى بكل أشكاله بأداء ومستوى المنتخب الجزائرى.. وحين خرجت مصر من البطولة بات مصريون كثيرون يراهنون على فوز الجزائر بالبطولة لأنها فى رأيهم تستحق ذلك.. وكانت المفاجأة الأكبر حين سافر المنتخب الجزائرى إلى السويس لمواجهة كوت ديفوار، وفوجئ بشكل وحجم التشجيع والمساندة سواء هناك فى السويس أو فى أى مكان آخر فى مصر، حيث كان المصريون يصرخون بالفرحة قبل الجزائريين حين أحرز المنتخب الجزائرى هدفه، ومع كل هدف عبر ضربات الجزاء الترجيحية.. وهكذا سقطت وانهارت كل جدران التوتر والعداء.. ولم يعد هناك أى باب مفتوح أمام الشكوك وسوء الظنون والنوايا سواء كانت مصرية أو جزائرية.. ونفس الأمر جرى مع المنتخب التونسى الذى كان يواجه مدغشقر فى استاد السلام الذى بدا كأنه أحد ملاعب تونس العاصمة أو سوسة أو صفاقس.. ولم يكن الكثيرون سعداء فقط بالنجم الكبير فرجانى ساسى الذى تعاملوا معه باعتباره نصف تونسى ونصف مصرى أيضا بعد أدائه المميز مع نادى الزمالك.. وإنما سعداء أيضا بمنتخب عربى آخر يتأهل لقبل نهائى البطولة.. وأصبح الرهان المصرى الآن أن يتأهل المنتخبان العربيان لنهائى البطولة، ليبقى اللقب الإفريقى عربيًّا سواء للجزائر أو تونس.. وهكذا مثلما تتحول كرة القدم أحيانًا إلى قنبلة غضب وكراهية.. فإنه بإمكانها أيضا أن تصبح وردة حب ودعوة سلام واحترام للجميع.
نقلاً عن المصري اليوم
google-playkhamsatmostaqltradent